تقارير

خطر الأفلام والمسلسلات وألعاب العنف على الأطفال والمراهقين.. مساع غربية لتغذية الحرب الناعمة

#وزارة_الداخلية
#الإعلام_الأمني_اليمني
8 جمادى الآخرة 1445هـ

أفلام ومسلسلات وألعاب إلكترونية ومحتوى يغذي العنف، تمتلئ بها القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كثير منها يستهدف فئة الأطفال والمراهقين، ولها تأثير سلبي على سلوكياتهم وتصرفاتهم.

مشاهدة الأطفال والمراهقين للمسلسلات والأفلام ومشاهد القتل و “الأكشن” والرعب، وكذلك وألعاب العنف الإلكترونية له مخاطر على سلامتهم، قد يؤدي إلى وقوعهم هم أنفسهم ضحية لما يشاهدونه بحكم اندفاعهم في مرحلة المراهقة وعدم وعيهم ونضجهم، ذلك ما تسعى إليه دول الغرب في حربها الناعمة التي تستهدف بها مجتمعاتنا الإسلامية:

انتحار مراهق في إب

حادثة مؤسفة ذهب ضحيتها أحد المراهقين، في مديرية النادرة بمحافظة إب، إذ أقدم على الانتحار بأن شنق نفسه متأثرا بأحد المسلسلات التي كان يشاهدها.

والد الطفل حكى، لبرنامج الحراس، أن ولده دخل غرفته بعد المغرب، وفي الساعة التاسعة مساء وجد ولده متوفيا بالانتحار شنقا، موضحا أن ولده كان مدمنا على المسلسلات التركية وألعاب العنف، وقبل انتحاره كان يشاهد أحد المسلسلات ويقوم بتمثيل الأدوار التي يشاهدها؛ وبحسرة، هذا الأب المكلوم دعا أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم، وتعليمهم العلم النافع، لكي لا يحدث لهم كما حدث لولده.

وتزداد مخاطر مشاهد وألعاب العنف عندما يقوم المراهقون للانسياق ورأها، وتطبيق ما يشاهدونه على محيطهم، كتشكيل عصابات إجرامية وارتكاب جرائم داخل المجتمع مشابهة لما يشاهدونه في أفلام العنف، وهو ما يستدعي تدخل الشرطة للتصدي لها وملاحقة مرتكبيها، وإيداعهم الإصلاحيات المركزية.

عقيد دكتور عبداللطيف العسالي، أستاذ علم النفس الجنائي في أكاديمية الشرطة، أوضح لبرنامج الحراس، أن الرسالة الإعلامية لبرامج ومحتوى “الأكشن”، أو الألعاب الإلكترونية مثل “البوبجي”، وحتى على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، تؤثر على الأطفال، فهي تعمل على وسائل تعتمد على مؤثرات سمعية وبصرية “عن طريق الألوان والأصوات والأشكال والحركات” التي تخاطب اللاشعور لدى المتلقي، وبالتالي توجه السلوك كما تريد، وبالتالي يكتسب الطفل بعض الصفات السلوكية التي توجه شخصيته نحو العنف.

وأشار إلى أن الأطفال لا يزالون في مرحلة بداية تكون الشخصية، وفي هذه الحالة ليس لديهم المعايير الصحيحة والسليمة لمعرفة الصواب والخطاء، موضحا أن الـ 6 سنوات الأولى هي الأساس في تشكل شخصية الطفل.

وتحدث العسالي عن حادثة على أرض الواقع، حيث أن مجموعة من الأطفال في سن الثالثة عشر، شاهدو إحدى برامج “الأكشن” وقرروا أن يطبقوا ما شاهدوه، وقاموا بعمليات اختطاف للناس، وإلحاق الأذى بهم، وحين القبض على هؤلاء المراهقين قالوا في التحقيقات: أنهم قرروا إشغال وقت فراغهم وعمل شيء مثير، وقاموا بتطبيق البرنامج الذي كانوا يتابعونه في الواقع.

دور الأسرة والشرطة في حماية النشء

أكد الدكتور العسالي أن للأسرة دور أساسي في وقاية وحماية الأطفال من مخاطر ما يتلقونه عبر الألعاب الإلكترونية ووسائل الإعلام المختلفة، منوها إلى أن الإشراف والتنشئة والتربية الأسرية للأبناء لا بد أن تكون على أساس سليم، فإذا كانت تنشئة الطفل قوية من الناحية الدينية والقيم واحترام للواجبات والالتزامات الدينية، فئنا تكون له سدا منيعا تجاه مختلف المخاطر والسلوكيات الخاطئة، فمثلا إذا تم تغذية الأطفال بأن النفس مقدسة ولا يجوز يمسها بأي أذى، فإن ذلك سيقف حاجزا أمام الطفل لكي لا ينتحر.

من جانبه، أستاذ القانون العام المساعد في أكاديمية الشرطة، العقيد دكتور مصطفى الفاتكي، أشار إلى أنه إذا أعطى رب الأسرة هاتف لابنه فمن الضروري أن يقوم بعملية ملاحظة لسلوك الولد عن بُعد، مشيرا إلى أن المراهق إذا أحس أن عليه مراقبة فسيقوم برد فعل عكسي.

وبالنسبة لدور الشرطة، أوضح الدكتور مصطفى الفاتكي أن لشرطة دور وقائي ودور علاجي، لافتا إلى أن الدور الوقائي يكون قبل ارتكاب الجريمة، والتحري في الجانب الإلكتروني، ومن الضروري أن تكون هناك شرطة متخصصة في هذا الجانب.

وأوضح أن الأمن المجتمعي يحتاج لإستراتيجية دولة تقوم بها وتشترك بها عدة جهات ووزارات منها الاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة الداخلية، والقضاء والنيابات والمحاكم، والتنسيق لإنشاء هيئة أو جهة مخصصة للأمن السيبراني “الإلكتروني”، وتحدد اختصاصاتها ومهامها وآلية عملها وتزويدها بالإمكانات المادية والبشرية والمتخصصة والمدربة والكفؤة، التي تستطيع التعامل مع التطور التكنولوجي والتقني.

نخلص إلى أن، الأسرة هي اللبنة الأولى في تكوين المجتمع، ولها الدور الأهم في الرقابة على الأبناء وعدم تركهم فريسة لما تبثه القنوات الفضائية ومواقع التواصل، والمحتوى على شبكة الإنترنت، وكذلك الألعاب الإلكترونية التي تولد لديهم العنف، ومن هنا يجب الحرص على اختيار المحتوى الإيجابي الذي يشاهده الأطفال من أفلام ومسلسلات وغيرها، وبما تتلاءم مع المعايير الإسلامية السمحة لتنشئتهم أفرادا صالحين فاعلين يفيدون أنفسهم ومجتمعهم وبلادهم.

كما لا يجب إغفال قيام الجهات المعنية بواجبها، وتظافر الجهود بين مختلف الجهات الإعلامية والتوعوية والتربوية والتوجيه والإرشاد لتحصين أبنائنا والمجتمع من الأضرار الناجمة عن المحتوى الخارج عن عادات وتقاليد المجتمع اليمني الأصيل، وتعاليم الشريعة الإسلامية، والذي يندرج ضمن الغزو الفكري لبلادنا بمختلف أشكاله وأنواعه ويستهدف الإنسان والأطفال خصوصا وقيم وأمن الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى